مصمم العلم السعودي.. هارب من بريطانيا.. والملك عبد العزيز يعيده سفيرا في لندن
كثير من لا يعلم وقليل من يعلمون، أمور تخص بلادنا الغالية التي نعيش على أرضها.
ليست هذه بالمعلومة السرية ولا الخطيرة حتى يمكن تجاهلها، من مناهج الصف الأول الابتدائي وحتى الثالث الثانوي، لم نسمع من
أساتذتنا تفاصيل عن العلم السعودي، وعمن صممه تحديدا؟
اسأل من بقربك أيا كان لتتأكد من هذه المعلومة، هل سمع بها من قبل؟
ستجد النفي القاطع، ليبادرك قائلا والحماس قد بدا عليه: من هو إذا؟ لتبدأ أنت يا من تعلم بالإجابة.
أنه حافظ وهبة رحمه الله الذي صمم العلم السعودي، مصري الجنسية، لجأ إلى المملكة هربا من
المستعمر الإنجليزي لبلاده، وكان قد تنقل بين عدة دول عربية، فمن مصر إلى البحرين ثم الكويت، إلى أن دعاه جلالة المغفور له بإذن اللهالملك عبد العزيز موحد المملكة لزيارة بلده الثاني، فعمل فترة من الزمن مستشارا سياسيا في ديوان الملك عبد العزيز، ثم سفيرا للمملكة
في بريطانيا أثناء الحرب العالمية الثانية.
ويأتي هذا التعيين من المفارقات التي أرادها الملك عبد العزيز، فبعد أن كان الرجل مطاردا ومحكوما عليه من الاستعمار الإنجليزي،
يفرضه الملك عبد العزيز سفيرا له في عقر دار الإنجليز.
وحظي حافظ وهبة بالحصانة الدبلوماسية وبالمكانة الكبيرة التي تحظى بها البلاد التي يمثلها ويدافع باسم مليكه وبلاده عن حقوق العرب
والمسلمين في أكبر وأكثر البلاد استعمارا للعالم الإسلامي، ويواصل بذلك نضاله الذي بدأه في بلده وحوكم وحكم عليه الإنجليز بسببه.
ونحن هنا نتساءل ما بال مناهجنا الدراسية أغفلت هذا الرجل الذي صمم علم بلادنا، ولماذا هذا التعتيم الإعلامي؟
أعتقد أن هذه المعلومة من الأهمية بمكان أن تضاف إلى المناهج الدراسية، إنصافا وتذكيرا للأجيال أن من صمم العلم السعودي هو حافظ
وهبة.