ما تزال قصة الانتحار الجماعي لأسرة تقطن في إحدى ضواحي القاهرة تتفاعل في الشارع المصري لاسيما بعد نشر تفاصيل أشارت إلى أن سبب الانتحار هو حالة الفقر الشديد التي كانت تعاني منها، ويتألف أبطال تلك 'الدراما السوداء' من أب تجاوز الستين من عمره وابنتين جامعيتين لم تتمكنا من الحصول على فرصة عمل.
وقال مقربون من العائلة التي تقطن في حي النزهة شرق القاهرة إن الثلاثة اتخذوا قرار الانتحار الجماعي هروبا من واقع الفقر المؤلم والمزعج لاسيما بعد أن خطف الموت قبل نحو شهر نجل الأب وشقيق الفتاتين في حادث سير بشارع صلاح سالم في العاصمة المصرية، وذلك بحسب ما ورد في تقرير الصحافي محمد الغبيري الذي نشرته صحيفة 'الرأي الكويتية' وقالت الصحيفة إن الابن كان بارا بوالده، حتى إنه لبى رغبته حين أمره بترك عمله في وظيفته في أحد البنوك، ليرعى أرضه الزراعية في محافظة البحيرة (شمال غرب مصر) بعدما رفض مستأجروها الانتظام في تسديد الإيجار السنوي، وكان الأب المنتحر يعتمد على تلك الأرض في الانفاق على أسرته وأولاده من زوجته الأولى وزوجته الثانية، وحين ضاق ذرعا بـ'بلطجية' المستأجرين قرر الأب أن يقوم بزراعتها بنفسه، وبمعاونة ابنه، الذي خضع لرغبته واستقال من عمله، لكنه توفي في نفس اليوم، الذي استقال فيه من عمله.
وكشفت التحريات الجنائية للشرطة المصرية أن الأب المنتحر وابنتيه كانوا يعيشون هم وزوجته الثانية وأطفاله منها في الأيام الأخيرة تحت خط الفقر، وكانوا يفترشون الأرض، لأنهم باعوا الأثاث، ويتلقون مساعدات يومية من جيرانهم بعدما تخلى الأهل والأقارب عنهم، وامتنعوا عن تقديم يد العون لهم.
وذكرت التحقيقات أن الأب المنتحر كان يمتلك 35 فدانا في محافظة البحيرة (165 كيلو مترا شمال غرب العاصمة المصرية) يقتات من ايجارها، ولكن المستأجرين امتنعوا عن تسديد الايجارات السنوية، ما دفعه إلى مقاضاتهم، وأنصفه القضاء، وأعاد إليه حقه المسلوب، ولكنهم انتزعوه مرة أخرى في الاستئناف، فقرر أن يزرعها بنفسه بمساعدة ابنه.
أما تفاصيل الانتحار بعد أن استيقظ الأب على صراخ ابنته فاطمة الحاصلة على درجة الليسانس في الآداب، وذات الـ(25 ربيعاً) فاكتشف أنها وشقيقتها الكبرى أماني الحاصلة على ليسانس الحقوق التي بلغت عامها الـ 36 تناولتا عقار (لانجوسين) المخصص لمرضى القلب، حتى يتخلصا من حياتهما إلى الأبد، وعوضا أن يقوم الأب بإسعاف الفتاتين سارع إلى تناول20 قرصا من العقار نفسه، ليستقل قطار الموت بصحبتهما.