السلام عليكم ورحمة الله بركاته
أسأل الله لكم التوفيق والسداد وأن ينفع بكم البلاد والعباد
مررت مرة بجوار أحد مقاهي الإنترنت عرضا وكانت الأجهزة مكشوفة للناس لا تخفى على أحد .
نظرت إلى المقهى .. وإذا بطفلين صغيرين في السن حتما لم يبلغا سن الخامسة عشر ..
يجلسان بجوار بعضهما ويظهر عليهما تبادل ضحكات .. وتشعر وأنت تنظر من بعد أن عندهما عجبا ..
في لحظة ..
نظرت إلى الشاشة .. لأجد ما يهول العقل .. !!
وقد ظهرت على الشاشة .. صور ..
لا أدري ؟؟!!
كيف ينظر إليها مسلم ؟؟
يعلم أن الله يراه ..
يراه بجلاله وعظمته ..
يراه وهو على هذه الحال .. في مشهد يشيب له الرأس ..
صور عرفت أنها إباحية .. !!
في لمح البصر .. رأيت هذا ..
أغمضت عيني .. واستغفرت الله ..
وقد قف شعر رأسي ..
أهكذا يجاهر بهذه المعصية ؟؟
ألم يعلم بأن الله يرى ؟! ويمر عليهم العامل والناس ولا يغيران مما هما عليه شيئا .. !!
زفرت زفرة .. كادت تزهق روحي معها ألما وأسفا ..
ودعوت الله لهما بالهداية .. !! أسأل الله أن يهيهما وأن يهد من سار على دربهما والله وحده المستعان
ورأيت في المقابل ..
وأنا في المسجد النبوي كعادتي بين المغرب والعشاء
وقد أنهيت درسي عند أحد المشائخ في الفرائض وإذا بأحد الزملاء يرسل علي طالبا وقال :
يــ ( المؤمن كالغيث ) هذا طالب جديد أعطيه مبادئ الفرائض ..
فرددت أبشر .. يا شيخ .. !! أرسله لي ..
فانتظرت الشاب الذي بدأ في المرحلة الجامعية ..
ويريد أن يتعلم الفرائض وهو علم يحتاج لتركيز ..
وجلست أراجع على عجل المبادئ التي ينبغي أن تذكر للطالب في أول لقاء ..
وما ينبغي أن أعطيه في أوجز وقت .. وطريقة العرض ... و .. و .. و
وإذا بابن صغير – بالضبط في عمر الطفلين اللذين قضيا وقتهما في مشاهدة المحرم –
قلت لعله ابن الطالب .. !!
يعني هذا أنه كبير .. !!
وإذا بالإبن الصغير يجلس بكامل الأدب ومعه المذكرة الخاصة بالرحبية ودفتر صغير لحل المسائل ..!!
إنت الطالب ؟؟
نعم ..
ترددت المشاعر في ذهني .. ؟؟!
كيف يستوعب هذا الصغير .. ؟؟
ما شاء الله ..
فتفرست في عينيه .. ؟؟ فإذا شعلة من النشاط وتوقد الذهن وصفائه مع تمام الأدب .. يجلله نور في وجهه أذهلني
حفظك الله يا بني ..
استعن بالله يا بطل ..
فبدأ وقرأ علي بداية الرحبية .. والوارثون من الرجل والنساء على ترتيب الرحبي رحمه الله ..
ثم شرحت له ما تيسر ..
وإذا به يتطلع للمزيد .. !! سبحان الله .. يتطلع للمزيد من العلم ..
والطفلان الآخران يتطلعان للمزيد من العري والفواحش ..
فلم يرض حتى شرعت له في المسائل .. وما إن شرحت له في دقائق بسيطه ..
حتى أذهلني بسرعة حله مع تمام الصواب والإجادة حتى إني أعطيته ما يقارب أربع عشرة مسألة ..
فلم يخطئ إلا في القليل .. !!
آه .. وهو يعكف ركبه أمامي يحل ويجتهد على تحصيل شهد العلم ولطائف الشريعة ..
وآه .. وغيره يعكف حتى يرى جديد التفسخ وأكثر المقاطع إثارة ..
آه .. فرق بينهما ..
كم تمنيت أن الجميع أمامي .. ؟؟!!
ولكن هيهات هيهات ..
كم تفطر قلبي على مشاهدت هذين المنظرين .. ؟؟
تخيل معي ؟؟
لو كان أحد رواد المقاهي ابنك ؟؟
وتخيل لو هذا ابنك ؟؟
صف قدر الألم .؟؟
وصف لي قدر الأمل ؟؟
فقط مشهدين أثارا مشاعري وهيجا ما بداخلي فأحببت أن أشركك ..
حتى تتنبه لإبنك وقريبك ..
وحتى لا يكون فلذة كبدك .. فريسة للفساد والإنحلال ..
واللبيب بالإشارة يفهم ..
أصلح الله لي ولكم الحال والذرية