نشأ الحارس البولندي أرتور بوروك على عشق الدنماركي بيتر شمايكل فانخرط بعمر التاسعة مع نادي بلدته "بوغون سيدلشي" ليرتقي إلى الفريق الأول بعمر الـ 15 ويسير على طريق النجومية.
أمضى بوروك ثلاث سنوات مع بوغون قبل أن يرضخ لناديه المفضل ليغيا فارسافا حيث بقي مع الفريق الرديف ليطلب إعارته إلى نادي "دولكان زابكي" لمدة ستة أشهر كانت كافية كي يعود إلى ليغيا ولكن هذه المرة كحارس أساسي.
تألق "بوروك" لمدة أربعة أعوام مع فريق العاصمة وأبهر الجماهير بتصدياته خرافية على خط المرمى ومن الجو مما دفع نادي سيلتيك الاسكتلندي الباحث عن حارسٍ دولي أن يستعيره عام 2005م بعد فشله بضم الفنلندي انتي نييمي فتحولت الإعارة إلى عقدٍ طويل الأمد بعد إحراز سيلتيك لقبي الدوري والكأس.
كرر بوروك إنجازاته مع الـ "بويز" في الموسم اللاحق كما قدم مستوياتٍ مميزة في دوري أبطال أوروبا أمام ميلان الإيطالي حيث صد عشرات الكرات وخرج أمام النادي اللومباردي بهدف البرازيلي كاكا في التمديد لذا وضعه الفريق الإيطالي على لائحة مشترياته أملاً منه بخلافة البرازيلي العجوز ديدا، إلا أن البولندي العملاق مدد عقده حتى صيف 2011م مع فريق مدينة غلاسغو.
ومن المباريات التي لمع فيها نجم الحارس العملاق عندما صد ركلة جزاء لمانشستر يونايتد الإنجليزي سددها الفرنسي لويس ساها في الدقيقة 89 ساهمت بالتغلب على الشياطين الحمر خلال مواجهتهما في دوري أبطال أوروبا 2006م، وقد انتخب أفضل لاعبٍ في الدوي الاسكتلندي في ديسمبر 2006م ليحرز جائزةً من النادر أن تقدم إلى حارس مرمى.
يوماً بعد يوم اكتسب بوروك (28 عاماً) مكانه في تشكيلة المنتخب البولندي خصوصاً بعد التراجع المخيف لسلفه يرزي دوديك، وفي هذا الإطار يؤكد مدرب الحراس الهولندي فرانس هوك بدون تردد أن "بوروك هو الحارس الأول في المنتخب البولندي" وقد تمكن من حراسة الشباك البولندية في موةديال 2006م متفوقاً على زميله توماس كوتشاك.
ويضيف هوك: "أرتور واثقٌ بنفسه ويملك خبرة كبيرةً تجعله يقدم مستويات ثابتة ويكون كامل التركيز خلال المباريات".
لكلٍ لاعب إيجابياته وسلبياته ولبوروك عيوبٌ لخصها يان توماشيفسكي حارس بولندا الاسطوري في سبعينات القرن الماضي: "يتعين عليه أن ينتقي كلماته بطريقة أمثل بينه وبين زملائه كما عليه أن يقلل من استفزازه لخصومه".
ومن بين الاستفزازات الأخيرة لبوروك ارتدائه لقميصٍ يحمل صورة البابا يوحنا بولس الثاني (البولندي الجنسية) في مباراة غلاسغو رينجرز البروتستانتي الهوى، وقد نال 5 إنذارات خلال 16 شهراً من الشرطة الاسكتلندية التي اتهمته بإثارة النعرات الطائفية، لكنها ما لبثت أن توقفت عن ملاحقته بعدما تلقى دعماً جماهيرياً كبيراً.
ومن بين مخالفاته الغريبة نيله بطاقة صفراء بعد لحظات على نهاية مباراة هيبرنيان عندما ضُبط وهو يسخر من جماهير الفرق، وعندما رفض مصافحة لاعبي رينجرز عام 2007م بعد انتهاء اللقاء لأنهم: "استفزوني وتهجموا علي".
ويضيف توماشيفسكي مازحاً أن "بوروك ربما يكون الأقل ذوقاً بين الحراس العالميين مع الألماني أوليفر كان في اختيار ملابسهم الرياضية".
لا يزال بوروك من مشجعي ناديه السابق ليغيا فارسافا وهو عضو في نادي مشجعيه ولا يفوت فرصة مشاهدته عندما يزور العاصمة البولندية.